بشكل واضح، خليفة حفتر هو شخص غريب الأطوار وغير شريف ومريب! إلا أن مجلة "شاري لوجون" التشادية قدمته على أنه "رجل ليبيا القوى" وذلك بالنظر إلى ما هو عليه وما يفعله. في حين وصفه الاعلام الفرنسي بالرجل القوي في منطقة "شرق ليبيا" فقط وليس بالنسبة لجميع أنحاء البلاد. لكن هذا ليس جديدا، فهم من يحددون كعادتهم رجالنا الاقوياء والطغاة في بلادنا. بكل

صراحة، استطاع المشير خليفة حفتر أن يفرض نفسه في أرجاء البلاد. فقد رفض الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية التي أرادت أن يكون ممثلا في الحكومة المقبلة التي سيتم تشكيلها في غضون عدة أسابيع وفقا لاستراتيجية باريس. ويواجه المشير خليفة حفتر من الآن فصاعدا صعوبة في إخفاء طموحاته تجاه ليبيا. حيث كان لرده الكتابي على أسئلة طرحتها عليه وكالة اسوشيتد برس (AP) الامريكية صدى كبيرا لا سيما وأنها جاءت بعد سلسلة من الدعوات للتوصل إلى مصالحة وطنية. إذا كان حفتر يرى نفسه القائد العظيم في ليبيا فهذا لأنه نجح في السيطرة على حقول البترول التي استولى عليها الجهاديون لفترة طويلة وباعوا النفط بصافي قيمته للأوروبيين المنافقين. لكنه قال في نفس الوقت إن ليبيا "في حاجة إلى زعيم على مستوى عال من الخبرة العسكرية". واعتبر حفتر أن "العسكريين المنتخبين لقيادة البلاد يحققون نجاحا كبيرا" مستشهدا بحليفه الهام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كمثال. وأكد أن ليبيا في حاجة إلى استقرار سياسي وأمني واقتصادي وذلك قبل الحديث عن مستقبله السياسي في البلاد. في الواقع، بالنسبة لهذا الرجل، الذي يجسد على نحو متزايد الأمل في تحقيق السلام للشعب الليبي، طرابلس "مختطفة من قبل الميليشيات"، والجيش الليبي الذي يقوده لن يعترف الا بالبرلمان المنتخب والمعترف به دوليا في مدينة "طبرق". ويأتي هذا كله على شرف وطنيته لأنه على الرغم من كل ما يمكن قوله عنه، فإن البرلمان منبثق من الشعوب وهؤلاء هم من يصوتون للمنتخبين. على هذا النحو، السيسي يشكل قدوة ومثالا. من ناحية أخرى، أكد حفتر أن الجيش لم يحتل الحقول النفطية بل على العكس استطاع تحرير تلك الحقول من قبضة العصابات المسلحة حتى يسمح لسلطة شرعية الاستفادة منها. وفي واقع الأمر، حاولت باريس كعادتها إظهار الأشياء بشكل آخر. ووسائل الإعلام الفرنسية لاتتحدث بلغة واحدة فيما يتعلق بخليفة حفتر. حيث أن باريس تخشى مواجهة زعيم لن يسمح بالتلاعب به. والشعوب الأفريقية بما في ذلك الشعب الليبي قد تعلموا كثيرا من الدور القذر الذي لعبته فرنسا عند وفاة الزعيم الليبي معمر القذافي.وبدلا من ترسيخ '' الديمقراطية '' التي دعت إليها فرنسا، أصبح للشعب الليبي الحق في استخدام العنف غير المبرر، وتزايدت حدة الإرهاب والفقر واستغلال ثروات البلاد لصالح دول حلف شمال الاطلسي (الناتو). لذلك من الطبيعي أن رجلا مثل حفتر والذي يقاتل من أجل استعادة دور بلاده البارز، أن يمثل خطرا على فرنسا. وكان المدير العام السابق لجهاز الاستخبارات الفرنسية قد أكد في حديث له أن خليفة حفتر هو رجل الولايات المتحدة الأمريكية مدعوم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. كما أن فرنسا لا تريد أن تفقد النفط الليبي وثروات جنوب ليبيا. لذلك، فهي تقدم اللواء حفتر باعتباره الرجل القوي '' في شرق ليبيا " وتتفاوض خصيصا مع سلطة طرابلس من أجل مصالحها. من جانب آخر، تعمل فرنسا في الدولة الجارة تشاد على بقاء الرئيس إدريس ديبي إتنو في الحكم على الرغم من عدم شرعيته وذلك لمضاعفة فرصها في الحصول على البترول الليبي. وبالتالي، هناك مخطط سيء بالنسبة لباريس يظهر في الأفق. مرة أخرى، يريد حفتر، والذي يزداد قوة بدعم العديد من حلفائه من داخل وخارج ليبيا وبفضل الانتصارات التي حققها مؤخرا، يريد أن نعترف بأنه الرجل الذي يتمتع بعناية الهية ليذهب حتى طرابلس ليجلب للشعب الليبي مايستحقه. سننتظر ونرى!. تحرير: "شاري لوجون

Retour à l'accueil